يبرز البحر الأبيض المتوسط كنقطةٍ يتركز فيها التنوع، لدرجة أنه أصبح مثالاً أو مختبراً له. لا يعرف هذا الفضاء سوى توازناتٍ هشة تتطلب باستمرار إعادة صياغة وتفاوضاً. كما أن هذا التنوع، القائم أساساً على وعيٍ بالانتماء إلى كلٍّ أكبر، يسمح اليوم لهذه المناطق الجغرافية الحدودية بالتوحد من أجل استباق بعض المسائل التي تدمج الأبعاد المتعددة، والمتضاربة أيضاً، للتفاعل الثقافي.
في سياق أزمةٍ تتسم بتصاعدٍ متزايدٍ لخطاب الكراهية والتطرف، تهدف هذه الندوة إلى خلق حواراتٍ حول البعد الثقافي وبناء جسورٍ بين الشركاء، والمساهمة في ضمان أمن المجتمع من التهديدات والصراعات العنيفة، والدفاع عن الحق في التنوع الثقافي، وضمان حق الأمن الثقافي الفردي والجماعي، بالإضافة إلى حق الأقليات في التعبير. يتطلب الوضع الراهن في المنطقة الأورومتوسطية التزاماً أقوى من المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية لإدارة المطالب الجديدة الناشئة في المنطقة، من خلال إشراك أكثر الفاعلين الثقافيين والاجتماعيين نشاطاً وابتكاراً. لذا، تُطلق جمعية فرقة أجير، الرائدة في مؤسسة آنا ليند، وكلية الدراسات المتعددة التخصصات بجامعة القاضي عياض، وشركاؤهما، المرصد الدولي لحوار الحضارات وتعزيز ثقافة السلام واللاعنف، بهدف بناء الثقة والحفاظ على تعاون طويل الأمد.
لماذا هذه الندوة؟
1. حاجة المغرب إلى استراتيجية دبلوماسية عامة شاملة لجميع مكوناتها، بما في ذلك استراتيجية دبلوماسية ثقافية متماسكة وفعالة وقادرة على المساهمة في تعزيز قوته الناعمة (نموذج التنمية الجديد واستراتيجية القوة الناعمة)؛
2. أهمية الثقافة كمصدر للقوة الناعمة؛
3. ضرورة تحفيز النقاش حول الوضع الراهن لجهود الدبلوماسية الثقافية المغربية بهدف اعتماد استراتيجية متماسكة قادرة على توحيد جميع الأطراف المعنية؛
اختير موضوع هذا الاجتماع لإطلاق المرصد الدولي لحوار الحضارات، بهدف مواءمته مع الرؤية الشاملة لنموذج التنمية الجديد في المغرب، الذي يدعو إلى اعتماد استراتيجية القوة الناعمة مع إبراز دور الثقافة في هذا المجال.
يهدف تنظيم هذه الندوة إلى إتاحة الفرصة للنقاش وتشجيع التفكير في:
دور الثقافة في تعزيز قيم العيش المشترك والحوار بين الثقافات
الدبلوماسية الثقافية لمواجهة التحديات الراهنة في المنطقة الأورومتوسطية
الثقافة كأداة فعّالة للحوار في السياق الأورومتوسطي الحالي
العلاقات الثقافية كقوة دافعة لتعزيز الهويات المنفتحة والمرنة في منطقة البحر الأبيض المتوسط
تعتمد فعالية العلاقات الثقافية العابرة للحدود الوطنية على مشاركة جميع أصحاب المصلحة.
أبرز فعاليات البرنامج
حفل الافتتاح:
جامعة القاضي عياض / الكلية متعددة التخصصات بآسفي
جمعية فرقة أجير / قائدة الشبكة المغربية لمؤسسة آنا ليند
جمعية أركانيا / الصويرة
الجلسة الأولى: الاتجاهات الثقافية والتغيرات الاجتماعية في منطقة البحر الأبيض المتوسط
الجلسة الثانية: عرض المرصد الدولي لحوار الحضارات وتعزيز ثقافة اللاعنف والسلام
الجلسة الثالثة: تعزيز العلاقات الثقافية الدولية في منطقة البحر الأبيض المتوسط: بناء مجتمعات حرة وشاملة ومبدعة
الجلسة الرابعة: التعاون الثقافي والدبلوماسية الثقافية في السياق الحالي للمنطقة الأورومتوسطية: التحديات والآفاق
النقاش والتفاعلات
التكريم (شهادات، هدايا، ذكريات)
المنظمون:
جمعية فرقة أجير / قائدة الشبكة المغربية لمؤسسة آنا ليند
جامعة القاضي عياض / الكلية متعددة التخصصات جمعية أركانيا للثقافة والتنمية - الصويرة
نبذة تعريفية عن المرصد الدولي لحوار الحضارات وتعزيز ثقافة السلام واللاعنف
مركزٌ للتميز العلمي والبحثي، أسسته كلية آسفي متعددة التخصصات وجمعية أجير أنسامبل، قائدة الشبكة المغربية لمؤسسة آنا ليند.
مهمة المرصد وأهدافه:
تعزيز التنوع الثقافي من خلال التعدد اللغوي، أساس كل إبداع وتبادل واحترام للآخر، وأساس التقدم السلمي.
المساهمة في الوقاية من العنصرية وكراهية الأجانب والجماعية من خلال تعزيز التعدد اللغوي والتفاعل الثقافي.
إنشاء قاعدة بيانات مغربية حول التعدد اللغوي والتفاعل الثقافي.
العمل كمصدر للمعلومات والتبادل للمجتمع المدني ومختلف مكوناته المعنية بقضايا إدارة التنوع، بما في ذلك الأسر والمعلمين والشركات والموظفين. رصد واقع الحوار بين الثقافات وتطوره (كميًا ونوعيًا).
إتاحة المقارنات بين المناطق والاستفادة الوطنية من البيانات.
الحصول على العناصر التي تسمح بمقارنة إدارة التنوع في المغرب مع إدارة منطقة البحر الأبيض المتوسط (أو تطوير تطبيق مؤشرات معيارية).
تحديد وقياس الثراء الثقافي واللغوي المغربي.
إجراء دراسات عامة حول الحوار وثقافة السلام واللاعنف.
تزويد المجتمع الوطني والدولي بالخدمات المتعلقة بأنشطته البحثية، لا سيما فيما يتعلق باستقبال وتوفير موارده وأدواته. يجب أن تظل البيانات التي يتم الحصول عليها باستخدام الأدوات والموارد التي يستخدمها المرصد متاحة له لأي غرض علمي أو تعليمي. يجب أن تُقرّ المنشورات الناتجة عن دراسة هذه البيانات بمصدرها.
المساهمة في التعليم الأولي والمستمر للطلاب، وكذلك في التدريب المستمر لجميع الباحثين. تحديد إطار عمل مشترك لمراقبة الحوار بين الثقافات (النطاق، المؤشرات، لوحات المعلومات، حل المشكلات).
تجميع البيانات الإقليمية ومقارنتها وإنتاج بيانات وتحليلات وطنية أو بين المناطق.
إنشاء إطار شراكة أوسع والدخول في حوار مع مقدمي البيانات على المستوى الوطني.
إضافة تعليق جديد