اجتمعت سبع شبكات تابعة لمؤسسة آنا ليند في مدينة طنجة، في الفترة من 5 إلى 8 مارس 2024، ممثلةً 60 منظمة من إسبانيا وبلجيكا وأيرلندا وفرنسا ولوكسمبورغ وتونس والمغرب، لمناقشة تحديات الحوار بين الثقافات في السياق الحالي للمنطقة الأورومتوسطية، بالإضافة إلى تحديات وآفاق التعاون الثقافي والدبلوماسية الثقافية كآليات للحوار بين الثقافات.

على مدار ثلاثة أيام، خلق المشاركون من خلفيات وخلفيات ثقافية مختلفة مساحة للحوار وتبادل الأفكار والخبرات لتطوير ميثاق طنجة للدبلوماسية الثقافية في البحر الأبيض المتوسط. إدراكًا لخبرة الشبكات الشريكة الواسعة في تنظيم الأنشطة المشتركة، وخاصةً الشبكة المغربية التي استضافت الفعالية، والشبكة الإسبانية التي نظمت بالفعل أربعة أنشطة مشتركة في طنجة وإشبيلية وتارودانت وتاراغونا، بهدف تعزيز التفاعل بين أعضاء شبكات مؤسسة آنا ليند وبناء علاقات يمكن أن تؤدي إلى التعاون في مشاريع مشتركة. خلال فترة التحضير لنشاط الشبكة، دعت كل شبكة عددًا أكبر من الجمعيات، تجاوز العدد الإجمالي العدد المعلن عنه في البداية. وكان اختيار مدينة طنجة حافزًا قويًا للشركاء، كونها مثالًا حقيقيًا على مدينة متوسطية متعددة الثقافات.

بشكل عام، تم تنظيم الاجتماع على النحو التالي:

هدف اليوم الأول، المعنون "الدبلوماسية الثقافية والحوكمة الثقافية"، إلى تحديد تحديات الحوار بين الثقافات وآفاق التعاون والدبلوماسية الثقافية في السياق الحالي للمنطقة الأورومتوسطية من منظور المؤسسات والشبكات الوطنية المشاركة.

وُضعت جلستان عامتان لمناقشة هذه المواضيع بعد الجلسة الافتتاحية التي ترأسها رئيس الشبكة المغربية والمدير التنفيذي لمؤسسة آنا ليند. وشهدت الجلستان مشاركة مؤسستين حكوميتين مغربيتين: وكالة التنمية الرقمية والمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، بالإضافة إلى قادة الشبكة.

صباح اليوم الثاني، تحت عنوان "الدبلوماسية الثقافية وتحديات التنقل"، سلّطت حلقتها المستديرة الأولى الضوء على: الحوكمة الثقافية والتحديات الجديدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال: ركّز المؤتمر على حماية وتعزيز التراث الثقافي المشترك، ودعم ريادة الأعمال الثقافية، واستخدام وسائل الإعلام والتكنولوجيا، وتشجيع المبادرات الشعبية من قِبل المجتمع المدني والجهات الفاعلة الثقافية. في الحلقة المستديرة الثانية، سلّط المشاركون الضوء على التعاون الثقافي والتشبيك في منطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال تعزيز التبادلات الثقافية، وتشجيع وتعزيز مشاركة الشباب المدنية والسياسية، وضرورة التشبيك. وفي فترة ما بعد الظهر، نُظّمت جلسة تواصل لتبادل المبادرات الجديدة وتحديد الشركاء الدوليين لتنفيذها. تلا ذلك خمس ورش عمل تفاعلية متزامنة تهدف إلى تبادل أفضل الممارسات.
تضمنت ورش العمل: ورشة عمل حول إنشاء منتدى لفنون الفيديو ونقاشًا حول معنى الحرية، أدارتها آنا هنريكس ديلجادو، ممثلة جمعية ألاردي للفنون والتصميم الريفي، من الشبكة الإسبانية.

ورشة عمل تعليمية حول التضليل البيئي كأفضل سبيل لمقاومة آثاره الضارة، أدارها بيدار كينغ، ممثل شركة KMF للإنتاج، من الشبكة الأيرلندية.

ورشة عمل تعليمية حول تقنيات المسرح، أدارها كوفينو بلال لوكا، ممثل شركة باربيانا، من الشبكة البلجيكية.

ورشة عمل تعليمية حول تقنيات إنشاء البودكاست، أدارها خوسيه كارلوس كابريرا ميدينا، ممثل روتا ميديتيرانيا، من الشبكة الإسبانية.

ورشة عمل تعليمية وتفاعلية حول "تطبيق الدبلوماسية الثقافية في الجامعة: الآليات والأدوات والوسائل"، أدارها بوشعيب الزهاوي وباري مختار من جامعة الحسن، ممثلين عن الشبكة المغربية. في وقت لاحق من اليوم، أُقيم عرض موسيقي حيّ نتيجة إقامة فنية بين المشاركين الشباب. أما اليوم الثالث، والذي حمل عنوان "الدبلوماسية الثقافية الشبكية"، فقد استُهل بعرضٍ قدمه ممثل الإيسيسكو، وجلسة نقاش مستديرة حول تعزيز دور الثقافة في حوض البحر الأبيض المتوسط: حوار حول ميثاق طنجة للدبلوماسية الثقافية والحوار الأورومتوسطي. وأعقب ذلك نقاشٌ في خمس مجموعات فرعية لوضع رؤية وتوصيات لميثاق طنجة. عُقدت عدة ورش عمل تفاعلية متوازية، بناءً على الهدف والمنهجية المُحددين في البداية:

في ورشة العمل الأولى، بعنوان: الشباب في الحوار بين الثقافات: من أين نبدأ؟، تبادل المشاركون أفضل الممارسات بناءً على المشاريع المُنفذة دوليًا:

عرض تقديمي لمشروع AFEX (Aprenèn Families en Xarxa) قدمته ماريانا ريكو مونتاني دي إيرينيا جوكس دي باو من الشبكة الإسبانية.

الوساطة الثقافية في ألعاب الفيديو قدمتها تمارا أليكسيتش، ممثلة منظمة الفنون والجمهور من الشبكة البلجيكية.

تبادل بين الجامعات بين جامعة أنتويرب وجامعة ويتواترسراند قدمته ليوني أريغبي، ممثلة جامعة أنتويرب، بلجيكا.

مشروع مع المنظمة الدولية للهجرة حول منع الإقصاء والتطرف قدمه جواد ديوري، ممثل منتدى مارتيل التعاوني، المغرب.

تجربة التطوع التعاقدي قدمها مصطفى مرشوقي، ممثل جمعية النصر والجماعة التطوعية المغربية في المغرب
تعزيز التبادل الثقافي من خلال مشاريع إقامة فنية وتدريب للفنانين، يقدمها محمد تزروتي، ممثل منتدى ربط الثقافات، المغرب
فنتانيلا غير المتحفظ - مراجعة لورديس ميرون وبثينة الحضري الجميلي، ممثلتا شبكة خوفيسوليدس في إسبانيا.

ورشة العمل الثانية، بعنوان: "مشاركة تراثنا الثقافي المشترك"، ناقش فيها الشباب التراث الثقافي من خلال الرياضة، مع عليبوكوس محمد أحمد فايز من أيرلندا؛ ومن خلال الموسيقى الرقمية مع سايما صمود من تونس؛ ومن خلال البحث الأكاديمي مع أقصي عبد الله من الجامعة الأورومتوسطية في فاس، المغرب؛ ومن خلال التاريخ مع كليودنا نونان، ممثلة منظمة "أكتينغ أب" من أيرلندا؛ ومن خلال تجربة غرفة الفنون والثقافة الأورومتوسطية مع خلنت نسرين من بلجيكا.

ورشة العمل الثالثة ركزت على الأنشطة العملية والتشبيك، حيث قُدّم خلالها مقترحان:

كيفية تحويل حكاية خرافية إلى مسرحية من خلال تمثيلها دراميًا، مع هلال نعيم، ممثل جمعية المشعل المغربية. كيفية التعبير عن التنوع والتعايش ورموز الثقافات المشتركة من خلال ورشة رسم قدمتها ليلى بن حليمة، ممثلة جمعية ماتيسا المغربية. أتاحت المنهجية المستخدمة في تطوير البرنامج دراسة مواضيع متنوعة بكل تعقيداتها وعمقها، وضمنت تآزرًا وتعاونًا بين المشاركين العاملين في مجالات متشابهة.